(عن سعيد بن المسيب: وقعت الفتنة الأولى يعني مقتل عثمان فلم تبق من أصحاب بدر أحدًا) اتفقوا على أن هذا وهم؛ لأن أهل السير يتفقون على أن في [صفين] كان مع علي سبعون بدريًّا. والجواب: بأن قتل عثمان كان سببًا لهلاك أصحاب بدر في خلافة علي، وقتال معاوية لا يلتفت إليه. قالوا: والصواب أن الفتنة الأولى مقتل حسين. وقال شيخنا: ليس هذا وهم، بل المراد أن بين مقتل عثمان وبين وقعة الحرة مات كل بدري. قلت: هذا لا يساعده اللفظ فإن فاعل: لم يبق من أصحاب بدر أحد، الضمير العائد إلى الفتنة المفسرة بمقتل عثمان لا لقولهم مقتل حسين، فإن المراد منه السنة التي قتل فيها أو الشهر (والفتنة الثانية -يعني الحرة-) يريد حرة المدينة وما قتل فيها مسلم بن عقبة في إمارة يزيد بن معاوية (ثم وقعت الفتنة الثالثة فلم ترتفع وللناس طَبَاخ) قالوا: الفتنة الثالثة: قتل الحجاج ابن الزبير ومن معه. والطباخ -بفتح الطاء والباء المخففة والخاء المعجمة- القوة والسمن، ويستعمل في العقل والخير، ويقال: فلان لا طباخ له أي: لا عقل له أو لا خير فيه، وأراد أنَّه لم يبق من الصحابة أحدًا. قال ابن الأثير وفي شعر حسان ما يدل عليه قال:
المال يغشى رجالًا لا طباخ لهم ... كالسيل يغشى أصول الدندن البالي
قال الدمياطي: المعروف في الرواية: لو بدل ثم، كما رواه ابن أبي خيثمة، فعلى هذا يكون هذا القول قبل قتل الحجاجِ ابنَ الزبير.
٤٠٢٥ - (مِنْهال) بكسر الميم وسكون النون (النُّميري) -بضم النون- مصغر منسوب، ثم روى حديث الإفك مختصرًا وغرضه أن مسطح من أصحاب بدر (فعثرت في مرطها) -بكسر الميم- كساء تتخذها النساء إزارًا.