وَعَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ «لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِىٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِى فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ».
ــ
٤٠٢٢ - (كان عطاء البدريين خمسة آلاف) أي: في خلافة عمر (وقال لأُفَضِّلَنَّهم على غيرهم).
٤٠٢٣ - ٤٠٢٤ - (جبير) بضم الجيم مصغر.
(سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي) قال ابن عبد البر رواية عنه: كنت خارج المسجد فلما بلغ قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (٧)} [الطور: ٧] فكأنما صدع قلبي، وقيل: قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥)} [الطور: ٣٥](كان قد جاء في أسرى بدر) أي: في فدائهم (فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو كان الشيخ حيًّا لشفعناه) -بالتشديد- أي: قبلنا شفاعته في كل من أسر من المشركين، وقد تقدم في رواية البخاري "لو كان مطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له" وكذا رواه هنا لأنه كان له يد على رسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه لما رجع من الطائف دخل مكة في جواره، وكان من الذين سعوا في نقض الصحيفة الملعونة، وقد فهم من لفظ النتنى -بفتح النون بعدها تاء مثناة فوق- على وزن قتلى جمع نتن -بفتح النون وكسر التاء- بعضهم أن المشار إليه في هؤلاء هم القتلى، وهذا شيء لا يعقل، فإن المقتول في الحرب كيف يعفى عنه، وإن أراد أنَّه لم يكن يقتل الأسرى فهذا خلاف الواقع؛ لأنه لم يقتلهم بل أخذ الفداء، وعليه عوتب في قوله تعالى:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى}[الأنفال: ٦٧].