والزرع، فعاملهم بذلك فشرط علي أن يخرج اليهود متى شاء، فوقع الصلح على ذلك. فلما ظهرت خيانتهم أجلاهم عمر، ولما رأى أهل فدك ما جرى على أهل خيبر، صالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ما صالح أهل خيبر، فكانت فدك صاحبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنه لم يحارب عليه، فتوجه إلى وادي القرى. وسيأتي ذكر غزوة وادي القرى.
(قال: ومعه عبدٌ له يقال له مدعم) بكسر الميم (أهداه له أحد بني الضباب) بالضاد المعجمة وبالموحدتين. قال ابن هشام: هو رفاعة بن زيد الجذامي، ثم الضبني -بضم الضاد المعجمة بعدها باء موحدة، بعدها نون- وضبط بعضهم الضبيبي بالياء بين الموحدتين، وقال بعضهم: الصواب الصَّببي بالصاد المهملة وباء موحدة مكررة.
والظاهر ما في "البخاري" وهو ضباب بن كتاب بن ربيعة، ورفاعة كان قد وفد مع قومه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم وأسلم قومه، وعقد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قومه (إذ جاءه سهم عائرٌ) بالعين المهملة لا يدري من راميه (فقال الناس: هنيئًا له الشهادة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بلى والذي نفسي بيده إن الشملة) ... إلى آخر الحديث. قال البيهقي في روايته: لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وادي القرى أرسل إليه أهل تيماء فصالحوه.
فإن قلت: بلى، أجيب بعد النفي كيف وقع بعد قولهم: هنيئًا له؟ قلت: إضراب عن ظاهر الجواب إثبات لنقيضه الذي هو أبلغ أو استعارة في موضع النفي استعارة النقيض للنقيض.
(شراك من نار) -بكسر الشين- ما يُجعل بين الأصبعين من سير النعل.