نَصْرُ اللَّهِ} [النصر: ١] أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أشرنا إلى أن وجه الدلالة أنه كان مرسلًا للدعوة إلى دينه، فإذا تم ذلك لا بد من الرجوع إلى من أرسله.
٤٤٣١ - (ائتوني أكتب لكم كتابًا) الجمهور على أنه أراد عقد الخلافة (فقالوا: ما شأنه، أهجر، استفهموه؟) الهمزة للاستفهام قد أكثر الناس في هذا الحديث، قال النووي: الاستفهام فيه للإنكار، وكأنه لما قالوا: لا حاجة لنا بالكتاب، أنكر عليهم القائل بأنكم تظنون أنه هجر كما يهجر المريض من القول الذي لا يعرف غرضه، قلت: الأحسن أن يكون الاستفهام على أصله كأنه قال القائل: لم يكتب الكتاب أهجر من الدنيا؟ ويدل عليه قوله: استفهموه، فإنه إنما يصح إذا كان الاستفهام على أصله (فذهبوا يردونه) أي: عن كتابة الكتاب.
(فالذي أنا فعه خير مما تدعونني إليه) من قولك: هجر لِمَ لَمْ يكتب، والذي هو فيه إصلاح حال أمته لئلا يضلوا بعده، كما صرح به في نص الحديث، ويحتمل أن يكون ما هو فيه من التوجه إلى الله. وما يقال: إن عمر إنما منع من كتابة الكتاب لئلا ينسد باب الاجتهاد على العلماء فمما لا وجه له، فإن كتاب الله من أوله إلى آخره، وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأجمعها لم تكن مانعة من الاجتهاد، فكيف يكون ذلك الكتاب مانعًا؟ على أن عمر قد صرح بالباعث على ترك الكتاب، وهو قوله: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تمكنه الوجع، على أن الحق أن الكتاب كان لتعيين الإمام أبي بكر، دل عليه سائر الأحاديث.
(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) هي من أقصى عدن إلى ريف العراق طولًا، ومن جدة إلى أطراف الشام عرضًا (وأجيزوا الوفد) أي: أعطوهم الجائرة، وهي: العطية التي يجوز بها إلى بلاده (وسكت عن الثالثة أو قال: فنسيتها) قيل الثالثة: بعث جيش أسامة، وقيل: قوله: الصلاة وما ملكت أيمانكم.