اتفقوا على أن المجاز لا يستلزم الحقيقة كما حققه المحققون في: أقدمني بلدَك حقٌّ لي، والجَذَعُ: الشابُ القوي، أصله في الحيوان العجمُ، واستعماله في الإنسان من استعمال المقيّد في المطلق استعارة أو مجازًا مرسلًا، وانتصابُهُ على الحال، أو على أنه خبر ليت عند من ينصب به الخبر كقول الشاعر:
إن حُراسَنَا أسدًا
أو كان مقدرًا (أَوَ مخرجيّ هم) أصله مخرجون. سقطت النون بالإضافة واجتمع الواو والياء وسُبقت إحداهما بالسكون، فقُلبت الواو ياءً وأُدغمت الياء في الياء، وكُسر ما قبلها. فهو مبتدأٌ وهم: فاعل سادٌّ مسدَّ الخبر، أو هم مبتدأ ومخرجيّ خبرُهُ، لأنه من قبيل: أقائم الزيدون؟ ومن قال: الياء الأولى ياءُ الجمع فقد سَهَا سهوًا بيّنًا؛ إنما كان سهوًا بينًا؛ لأن الاسم مرفوع بلا ريب، والاستفهام فيه للتعجب، استبعَدَ أن يكون مثلُه موصوفًا بالأمانة، ثم يأتي برسالة من الله، فيكون ذلك سببًا لإخراجه. و"إذ" في قوله: (إذ يخرجك) للاستقبال كقوله تعالى: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ}[غافر: ٧١] وقولِ الشاعر:
والنحاة حيث قالوا: إذ ظرف الزمان الماضي قدوةً بالأكثر. فلا وجهَ لما يقال: هذا من وظيفة علم المعاني.
(وإن يدركني يومُك أنصرك نصرًا مؤزرًا) المراد باليوم: مطلقُ الوقت، أراد وقت ظهوره ومخالفة القوم إياه. والنصر المُؤَزَّر على صيغة المفعول: القوي، من الأَزْر وهو القوة، وإنما أراد نصرَهُ بالدلائل والحُجج؛ لأنه كان أعمى، فلا قدرة له على شيء من أسباب القتال.
(ثم لم ينشب ورقةُ) بالفتح من نشب - بكسر الشين - أي: لم يلبث (أن تُوفِّي) على بناء المجهول بدل من ورقة بَدَل اشتمالٍ (وفَتَر الوحيُ) استعارةٌ من فتور الماء.