(إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة)[فسره] بقوله: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله) كالأمراء وفسر الإضاعة: الظلمة والقضاء والفسقة. والمراد من الأمانة الحقوق اللازمة على الحكام لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}[النساء: ٥٨] فالأمر في قوله: "إذا أسند الأمر" الحكم بين العامة.
٦٤٩٧ - (أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال) أي: في أصلها بالذال المعجمة؛ لأن القلب محل المعرفة. قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ} [الشعراء: ١٩٣، ١٩٤] قال أبو عبيدة: والجذر أصل كل شيء (ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة) أي: بعد نزول الأمانة تَرقَوا إلى العلوم ومعرفة الأحكام من الكتاب والسنة (ينام الرجل فتقبض الأمانة من قلبه. فيظل أثرها مثل أثر الوكت) أي: يصير موضع رفع الأمانة كالوكت جمع وكته، وهي كالنقطة لونها يخالف لون الموضع (ثم ينام النوم فتقبض، فيبقى أثرها مثل مثل المجل) -بفتح الميم وسكون الجيم- وهو ما يحدث في اليد مثل البَشْر من أثر العمل. وفي الحديث:"شكت فاطمة إلى علي مجل يدهن من الطحن"(كجَمْر دحرجته فنفط) -بكسر