٦٤٩٨ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ الْمِائَةُ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً».
ــ
الفاء- أي: يظهر النفط، وهي شبه الجدري، وقد فسره بقوله (فتراه منتبرًا) أي: مرتفعًا من المنبر وهو الرفع، ومنه المنبر (فيصبح الناس يتبايعون) من البيع والشري (ولقد أتى عليَّ زمان ولا أبالي أيُّكم بايعت) هذا كلام حذيفة، والمراد بالزمان زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمراد من المبايعة: البيع والشري كما أشرنا إليه. وحمله على بيعة الخلافة خطأ لقوله:(لئن كان مسلمًا ردّه عليَّ إسلامه وإن كان نصرانيًّا). وفي رواية:"أو يهوديًّا" رواه علي (ردّه عليَّ ساعيه) قال ابن الأثير: الساعي هو الرئيس، وقيل: الحاكم والوالي. وهذا صريح في أن الأمانة كانت قائمة في أيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن قال: إن رفع الأمانة ظهر في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد قال ما لا علم له به (وأما اليوم فلا أبايع إلَّا فلانًا وفلانًا) لرفع الأمانة من الناس فلا يؤدّون الأمانة والحكام يعودون بأكل الرشى لا يأخذون بحق أحد.
٦٤٩٨ - (إنما الناس كالإبل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة) الراحلة: البعير القوي، والتاء فيها للمبالغة والغرض أن المعرض عن الناس المعرض عن الدنيا المقبل على الآخرة قليل الوجود، والمراد من المئة الكثرة، وقيل: معناه أن الناس في الأحكام سواء لا فضل لأحد على آخر، قاله الخطابي. والوجه ما ذكرنا؛ لأن هذا لا يوافق الترجمة ولا سوق الحديث.