٦٥١٣ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ حَدَّثَنِى ابْنُ كَعْبٍ عَنْ أَبِى قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ». طرفه ٦٥١٢
ــ
فإن قلت: ما الحكمة في إطلاق هذا اللَّفظ؟ قلت: قد أشار إلى الوجه في حديث آخر من قوله: "من مات فقد قامت قيامته".
فإن قلت: سؤالهم لم يقع إلَّا عن الساعة المتعارفة بمعنى انحزام القرن فكيف طابق السؤال؟ قلت: هذا فن من البلاغة يسمَّى: أسلوب الحكيم، وهو عدولٌ عن ظاهر الجواب إلى ما هو أولى وذلك أن من علم قِصر مدة عمره فعليه الاستعداد والإسراع في العمل الصالح. فأشار إليه وعرفهم أن لا فائدة في ذلك السؤال.
٦٥١٢ - (عن أبي قتادة) واسمه الحارث وقيل غير ذلك (رِبعي) بكسر الراء وسكون الباء وتشديد الياء في آخره (مرّ بجنازة فقال: مستريح ومستراح منه) سألوه عن وجه هذا فقال: (المؤمن من يستريح بالموت من نصب الدنيا والفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب).
فإن قلت: ما معنى استراحة البلاد والشجر والدواب منه؟ قلت: بشؤمه يَحبس المطر ويقع القحط وسائر الآفات.
٦٥١٣ - (مُسدَّد) بضم الميم وفتح الدال المشددة (قال: حدثنا يحيى بن عبد ربه بن سعيد) كذا في أكثر النسخ. قال الغساني: والصواب: عن يحيى عن عبد الله بن سعيد. فإن الحديث محفوظٌ عنه (حلحلة) بالحاء المهملة.