فإن قلت: هو في المحشر أو بعد الصراط؟ قلت: اختلف الروايات في ذلك، والأظهر أنه بعد الصراط. قال القاضي عياض: أحاديث الحوض متواترة، رواها من الصحابة ما فوق الثلاثين، وبعدهم أمم لا تحصى.
٦٥٧٧ - (حوض كما بين جرباء وأذرج) جرباء: بفتح الجيم وباء موحدة ممدود ومقصور، وأذرج: بفتح الهمزة آخره جيم على وزن أذرع. قال ابن الأثير [...]، وفي رواية مسلم:"بينهما ثلاثة أيام" وروى في الباب أيضًا: "حتى مسير شهر"، وفي رواية:"كما بين أيلة وصنعاء اليمن"، وفي أخرى "كما بين المدينة وصنعاء" والغرض بيان سعته لا التحديد، واختلاف العبارات منه بالنظر إلى من يخاطب من العارفين بتلك المواضع، ولا ينحصر في شيء مما ذكر. دل عليه قوله:(.... كعدد نجوم السماء).
قال بعض الشارحين: في توجيه قوله - صلى الله عليه وسلم - "أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرج" يحتمل أن يكون هذا المقدار أولًا ثم زاده الله، وأن يكون الغرض من التشبيه الأمامية، كما أن المسجد الأقصى الذي هو بين جرباء وأذرج أمامي، وأن تكون الكاف للمقارنة أي: هو أمامي مقارنًا لما بينهما، انظروا هذه الأوهام في هذا الموضع الشريف والمقام المنيف.