فسار غير بعيد، نزل فدعا بالوَضوء) بفتح على الأشهر إنما ارتحل من ذلك المكان، لأنه مكان غفلة عن عبادة الله كره الوقوف به. وسيأتي أنَّه قال:"هذا وادٍ حَضَر فيه الشيطان"، وبه سَقَطَ استدلال من يقول: إنه ارتحل لكراهة الوقت، وأيضًا لم يكن وقت الاستيقاظ وقت الكراهة، ألَا ترى إلى قوله: ما أيقظهم إلَّا حَرّ الشَّمس. وأما السؤال بأنه كيف نام حتَّى فاتته الصلاة؟ فقد أكثر في الجواب عنه بما لا طائل تحته.
والصوابُ أنَّه كان يسري [عليه] من لوازم النَّوم والوقت بما يدرك بالبصر كما قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث عائشة:"تنام عيني ولا ينام قلبي".
(أصابتني جنابة ولا ماء [قال]: عليك بالصعيد، فإنَّه يكفيك) هذا موضع الدلالة على الترجمة (فدعا فلانًا كان يسميه أبو رجاء) هو عمران بن حُصين، جاء صريحًا في رواية (فلقيتنا امرأة بين مزادتين أوسطيحتين) المزادة -بفتح الميم-: قِرْبَةٌ زيد فيها من جلد آخر.
والسطيحة: قِرْبة لم يزد فيها شيء، قال ابن الأثير: سميت بذلك, لأن كل واحدٍ من الجلدين قوبل بالآخر فسطح عليه.
(عهدي بالماء أمسِ هذه الساعة) عهدي: مبتدأ، وبالماء خبره، وأمس ظرف الخبر، وهذه الساعة بدل عنه بدل بعض. أي: في مثل هذه الساعة (ونفرنا خلوفًا) -بضم الخاء المعجمة- جمع خالف كقعود في قاعد، والخالف: الغائب، والنفر من الثلاثة إلى العشرة من الرجال خاصة؛ لأنهم ينفرون أي: يخرجون في المهمات. والظاهر أن هذا من إطلاق