ولد) (ما يحبسكم؟) بضم الياء (وقد ذهب الناس فيقولون: فارقنا ونحن أحوج إليه منا اليوم) تفضيل الشيء على نفسه باعتبار الزمانين.
قال بعض الشارحين: معناه: فارقناهم في الدنيا لزومًا لطاعتك، ونحن كنا محتاجين إليهم في الدنيا لأمر المعاش، وفيه خبط من وجهين: الأول: أن ضمير إليه راجع إليه تعالى، والمعنى: فارقناهم لله تعالى ولم يكن احتياجًا إليه تعالى مثل احتياجنا اليوم. الثاني: أن قوله لطاعتك بالخطاب خطأ، فالصواب الغيبة لأن الذي يخاطبهم ويخاطبونه ليس هو الله تعالى. ألا ترى إلى قولهم (وإنما ننتظر ربنا، فيأتيهم ربهم الجبار، فلا يكلمه تعالى إلا الأنبياء) أي في تلك الحالة (فيقال: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون الساق، فيكشف عن الساق) قال ابن الأثير والجوهري: كشف الساق عبارة عن شدة الأمر، وهو المروي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}[القلم: ٤٢] وهذا وإن كان متعارفًا، يقال: قامت الحرب عن ساق أي: اشتدت. وفيه قول الشاعر:
قد سن أصحابك ضرب الأعناق ... وقامت بنا الحرب على الساق
ولكن ظاهر أنه لا يلائم هذا المقام. كيف لا وقد جعل علامة يعرفونها به، ويستدلون بها على أنه تعالى هو ربهم، فالذي يجب القطع به أنه عبارة عن التجلي من غير جهة وكَيْفِ، فإنه من خواص الألوهية، وقد حام حوله الخطابي قال: أولًا توقف كثير من الشيوخ عن