يعني وأعطاه الله شرح الكلام من الراوي، وهذا الرجل هو الذي تقدم آنفًا في حديث أبي هريرة، وهو من بني إسرائيل (قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا خير أب) منصوب على أنه خبر كان، ويجوز في خير الرفع بتقديم المبتدأ أنت خير أب، والنصب أحسن ليطابق السؤال (قال: إنه لم يَبْتَئِز عند الله خيرًا) بالباء الموحدة بعدها مثناة. والأصيلي بالنون بدل الباء ويروى بالنون والهاء والباء الموحدة والزاي المعجمة، والمعنى واحد أي: لم يَدّخر.
(فاسحقوني أو فاسمكوني) بدل الحاء، وروى الخطابي باللام بدل القاف وقال: والسحك السحق بالمبرد سحالة (فإذا كان يوم ريح عاصف فاذروني فيها) الضمير للريح. قال تعالى:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً}[الأنبياء: ٨١]. وتذكير عاصف هنا لاعتبار معنى النسبة كلابن وتامر، أو الريح مما يذكر ويؤنث ومثله كثير (وقال مخافة منك أو فرقًا منك وما تلافاه أن رحمه) بالفاء، وما موصولة أي الذي صادفه رحمته تعالى، أو نافية وإلا مقدرة بعدها أي لم يتداركه إلا رحمته تعالى (فحدثت به أبا عثمان فقال: سمعت من سليمان) قال شيخ الإسلام، قال الكرماني: القائل لأبي عثمان قتادة قال: وقد سها في ذلك، بل القائل هو سليمان الشعبي، هكذا قال وفيه إشكال، وذلك أن أبا عثمان لما سمع قال: حدثني به سليمان فكيف يمكن أن يكون القائل لأبي عثمان سليمان (وقال خليفة) هو ابن الخياط شيخ البخاري (حدثنا المعتمر: لم يَبْتئز) بالزاي المعجمة. وموضع الدلالة في الحديث قوله:(قال الله: يا عبدي).