قلتُ: الصوابُ ما قاله البُخاريّ: عند البيت. فإن المراد به الكعبةُ الشريفة، علم لها بالغلبة. وغرضه: إنكم لما كنتم في مكّة وقبلتكم بيت المقدس الله لا يضيع ذلك وأنتم عند البيت، فإذا كنتم في المدينة مع البعد عن البيت من باب الأولى.
٤٠ - (عَمْرو بن خالد) بفتح العين في آخره واوٌ. ونَقَل القابسي عن أبي زيد المروزي عُمر. وهو وهمٌ؛ إذ ليس في شيوخ البُخاريّ عمر بن خالد عند أحدٍ من الأئمة. قال شيخ الإسلام: ولا يوجد في رجال الكتب الستة عمر بن خالد (زُهَير) بضم الزَّاي على وزن المصغر (أبو إسحاق) السَّبِيعي -بفتح السِّين وكسر الموحدة بعدها. والسَّبيعِ قبيلة من همدان، اسمه عمرو بن عبد الله، كثير الرّواية عن البراءِ. و (البَراءُ) -بفتح الباء والراء المخففة- هو ابن عازب، الصحابي المعروف الأوسي الأنصاري، يكنى أبا عمارة. أولُ مشاهدِهِ أحدٌ، وكان في غزوة بدر صغيرًا (كان أولَ ما قدم المدينهْ نَزَل على أجداده) انتصاب أولَ على أنَّه ظرف نزل، والأجداد هم الأنصار، لأنَّ هاشمًا تزوّج سلمى بنت زيد، وقيل: بنت عمرو بن زيد من ابني عدي بن النجار (وعلى أخواله) كلاهما صحيح؛ لأنَّ الأنصار بعضُهم أجدادٌ له من طرف الأم، وبعضهم أخوال، وذلك ظاهر. فلا مجاز لا في الأجداد ولا في الأخوال، لأنَّ كل واحد مستعمل في معناه الموضوع له لغةً.
(قِبل البيت) بكسر القاف أي: تلك الجهة. قال أبو زيد: وأصلُه المقابلة مع المعاينة.
(ستة عَشَر شهرًا أو سبعة عَشَر) الشَّك من البراء، وفي رواية مسلم: الجزمُ بالأول بدون الشَّك (وأنَّه أولَ صلاة صلاها صلاة العصر) بنصب أول على أنَّه مفعول مطلق لفعل مقدر، وقد جاء صريحُ الفعل في بعض الروايات. وصلاةَ العصر بالنصب بدل من الضمير، ويروى بالفتح على الخبرية. قال ابن مالك: الضمير في صلاها للقبلة أي: صلى إنهما.