للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أبي عثمان النهدي، قال: حضرت سعدًا وابن عمر يختصمان إلى عمر في المسح على الخفين، فقال عمر: يمسح عليهما إلى مثل ساعته من يومه وليلته (١).

[انفرد عاصم، عن أبي عثمان في ذكر التوقيت في قصة سعد مع ابن عمر في المسح على الخفين، ورواه أصحاب ابن عمر بدون ذكر التوقيت، والتوقيت ثابت عن عمر في غير هذه القصة] (٢).


(١) المصنف (١/ ٢٠٩) رقم ٨٠٨.
(٢) رجاله ثقات، رواه عن عثمان النهدي اثنان:
أحدهما: عاصم بن سليمان الأحول، أخرجه عبد الرزاق (٨٠٨) عن عبد الله بن المبارك.
وأخرجه البيهقي في السنن (١/ ٢٧٦) من طريق سفيان.
وأخرجه الطحاوي (١/ ٨٤) من طريق حفص بن غياث، ثلاثتهم عن عاصم به.
ورواه خالد الحذاء، عن عثمان النهدي، واختلف على خالد في لفظه:
وأخرجه ابن المنذر في الأوسط (١/ ٤٤٣) من طريق أبي عوانة، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي به، بلفظ: (يمسح إلى الساعة التي توضأ فيها).
ورواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٥٤١) قال أحمد: «كنا عند سليمان الحربي، فذكرنا المسح على الخفين، فذكرنا أحاديث، فجعل سليمان بن حرب يقول: ذا لا يحتمل، وذا ما أدري. قلنا: أيش عندك؟ قال: خالد، عن أبي عثمان، عن عمر، قال: يمسح حتى يأوي إلى فراشه. قلنا: خالد لم يسمع من أبي عثمان شيئًا، يقول ذلك بعض الناس، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوقت، ويقول: خالد، عن أبي عثمان، كانه لم يرض منه بذلك».
والاختلاف على خالد الحذاء بين سليمان بن حرب وبين أبي عوانة لعل سليمان ذكره للإمام أحمد ومن كان معه في المذاكرة، والمذاكرة يتوسع فيها، ولا يقصد بها الرواي التحديث ليتحرى اللفظ، كما أن هناك علة أخرى، وهي الانقطاع بين خالد وأبي عثمان النهدي.
قال أبو داود كما في مسائل أحمد (٢٠٣٤): «سمعت أحمد يقول: خالد ما أرى سمع من أبي عثمان كبير شيء، إنما هي أحاديث عاصم».
فرجعت رواية خالد إلى رواية عاصم الأحول، والله أعلم.
وقد روى مالك في الموطأ والبخاري في الصحيح قصة تخاصم ابن عمر وسعد في المسح على الخفين، وليس فيه إلا القول بالمسح دون التوقيت.
فروى مالك في الموطأ (١/ ٣٦) عن نافع، وعبد الله بن دينار، أنهما أخبراه أن عبد الله بن عمر قدم الكوفة على سعد بن أبي وقاص، وهو أميرها، فرآه عبد الله بن عمر يمسح على الخفين، =

<<  <  ج: ص:  >  >>