كتاب موسوعة أحكام الطهارة - الدبيان - ط 3

الدليل على أن المتسوك يبدأ بالجانب الأيمن - الدليل الثاني - ج: 10 - ص: 592

عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله (١).

[الدليل الثاني]

ثبت أن السواك من باب التطهير والتطيب، لا من باب إزالة القاذورات، والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتسوك عند أصحابه كما في حديث أبي موسى المتقدم في الصحيحين (٢)، وإذا كان كذلك استحب البداءة بالجانب الأيمن من الفم.

[الدليل الثالث]

القياس على الوضوء، فكما أنه يستحب البداءة بالوضوء باليمين، فكذلك هنا قياسًا عليه، والجامع بينهما علة التطهير، فالوضوء فيه طهارة حسية ومعنوية، والسواك يشاركه في الطهارة الحسية (٣).

[الدليل الرابع]

(٢٣٦٧ - ٣٨١) ما رواه أبو داود، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، عن أبيه، عن مسروق،

عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في طهوره وترجله ونعله وسواكه.

[زيادة (وسواكه) شاذة، والحديث في الصحيحين، وليست فيه زيادة وسواكه] (٤).

* * *

---

(١) صحيح البخاري (١٦٨). ورواه مسلم بنحوه (٢٦٨).
(٢) سبق ذكره، وقد رواه البخاري (٢٤٤)، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يستن بسواك بيده يقول أع أع، والسواك في فيه كأنه يتهوع.
(٣) ذكر النووي القياس دليلًا في المجموع (١/ ٣٣٦).
(٤) انفرد مسلم بن إبراهيم، عن شعبة بذكر السواك، وقد رواه جماعة من الحفاظ عن شعبة، ولم يذكروا: هذه الزيادة. ...
الأول: أبو داود الطيالسي، كما في مسنده (١٤١٠)، ومسند أبي عوانة (١/ ٢٢٢).
الثاني: بهز عند أحمد (٦/ ٩٤).
الثالث: عفان. كما في مسند أحمد (٦/ ١٣٠)، ومسند أبي عوانة (١/ ٢٢٢).
الرابع: محمد بن جعفر، كما في المسند (٦/ ١٤٧).
الخامس: يحيى بن سعيد القطان، كما في المسند (٦/ ٢٠٢).
السادس: حفص بن عمر. كما في البخاري (١٦٨)، وسنن أبي داود (٤١٤٠).
السابع: سليمان بن حرب. كما في البخاري (٤٢٦)، وشعب الإيمان للبيهقي (٥/ ١٧٩).
الثامن: عبد الله بن المبارك. كما في صحيح البخاري (٥٣٨٠)، وسنن النسائي (٤٢١).
التاسع: حجاج بن منهال. البخاري (٥٨٥٤).
العاشر: أبو الوليد. كما في صحيح البخاري (٥٩٢٦)، وسنن البيهقي (١/ ٨٦).
الحادي عشر: معاذ. كما في صحيح مسلم (٢٦٨).
الثاني عشر: خالد بن الحارث، كما في سنن النسائي الكبرى (٩٣٢٠)، وصحيح ابن حبان (١٠٩١).
الثالث عشر: بشر بن عمر، كما في مسند أبي عوانة (١/ ٢٢٢)، وسنن البيهقي (١/ ٢١٦).
الرابع عشر: أبو عمر الحوضي، كما في سنن البيهقي (١/ ٢١٦).
الخامس عشر: عبد الرحمن بن مهدي: كما في مسند أحمد (٦/ ١٨٧).
السادس عشر: النضر بن شميل، كما في مسند إسحاق بن راهوية (٣/ ٨٢١) رقم ١٤٦٣.
فهؤلاء ستة عشر حافظًا، رووه عن شعبة، ولم يذكروا ما ذكره مسلم بن إبراهيم من زيادة وسواكه، فيبعد أن تكون محفوظة، ثم لا يرويها هذا العدد الكثير ممن روى الحديث عن شعبة.