للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دليل على وجود الحمل، فإذا لم يمكن أن تحمل المرأة لم يمكن أن تحيض، وبعضهم جعله حيضًا، ولم يربطه بالحمل.

هذا ما تيسر لي جمعه من أدلة القائلين بأن الحامل لا تحيض. ونسبه ابن قدامة بأنه قول جمهور التابعين، منهم عطاء (١)، والحسن (٢)، وجابر بن زيد، وعكرمة، ومحمد بن المنكدر، والشعبي (٣) ومكحول، وحماد، والثوري، والأوزاعي (٤)، وأبو حنيفة،

وابن المنذر، وأبو عبيد، وأبو ثور، واختلف فيه على عائشة (٥).

[أدلة القائلين بأن الحامل تحيض]

[الدليل الأول]

قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى) [البقرة: ٢٢٢]، فإذا وجد الأذى وجد حكمه، والحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا.

[الدليل الثاني]

(١٥٦٧ - ٢٩) روى الشيخان، من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحيض: إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم .. الحديث قطعة من حديث طويل (٦).

وجه الاستدلال:

خرجت الصغيرة جدًّا التي لم تبلغ؛ لأن الحيض علامة على البلوغ كما بينا،


(١) سنن الدارمي (٩٣٨) بإسناد صحيح عنه وانظر (٩٤٣، ٩٣٧، ٩٤٤) فقد ساقه من طرق كثيرة عن عطاء، وبعضها عن عطاء والحكم بن عتيبة.
(٢) انظر سنن الدارمي (٩٣٩) بإسناد صحيح عنه (٩٣٥، ٩٤١) ورواه الدارمي (٩٣٢) من طريق هشام عن الحسن، قال: إن كانت تريه كما كانت تريه قبل ذلك في أقرائها تركت الصلاة، وإن كان إنما هو في اليوم أو في اليومين لم تدع الصلاة.
(٣) سنن الدارمي (٩٣٠) وإسناده صحيح.
(٤) سنن الدارمي (٩٣١).
(٥) المغني (١/ ٤٤٣).
(٦) البخاري (٢٩٤)، ومسلم (١٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>