للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدلالة الثالثة:

أن مذهب العرب إذا ذكرت أشياء وعطفت بعضها على بعض، تبتدئ الأقرب فالأقرب لا يخالف ذلك إلا لمقصود، فلما بدأ سبحانه وتعالى بالوجه، ثم اليدين، ثم الرأس، ثم الرجلين دل على أن الأمر بالترتيب وإلا لقال: فاغسلوا وجوهكم وامسحوا برؤوسكم واغسلوا أيديكم وأرجلكم» (١).

* الدليل الثالث:

الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن جماعات من الصحابة في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وكلهم وصفوه مرتبًا مع كثرتهم، وكثرة المواطن التي رأوه فيها، وكثرة اختلافهم في صفاته في مرة ومرتين وثلاثًا وغير ذلك، ولم يثبت فيه مع اختلاف أنواعه صفة غير مرتبة، وفعله صلى الله عليه وسلم بيان للوضوء المأمور به، ولو جاز ترك الترتيب لتركه في بعض الأحوال لبيان الجواز كما ترك التكرار في أوقات (٢). اهـ

وقال ابن القيم: «وكذلك كان وضوءه مرتبًا متواليًا، لم يخل به مرة واحدة» (٣).

* الدليل الرابع:

ما ذكره ابن قدامة، قال: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرتبًا، وقال: هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به (٤).

وقول ابن قدامة: توضأ مرتبًا ليست من نص الحديث، وإنما وصْفٌ من ابن قدامة لما وقع منه صلى الله عليه وسلم، ولفظ الحديث:

توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مرة، وقال: هذا وضوء لا يقبل الله منه الصلاة إلا به،


(١) المجموع (١/ ٤١٧).
(٢) المرجع السابق (١/ ٤٧٣).
(٣) زاد المعاد (١/ ١٩٤).
(٤) المغني (١/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>