للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والفطرة المذكورة في الآية القرآنية والتي استشهد بها أبو هريرة قد ذكر الله سبحانه أنه لا تبديل لخلق الله.

قال القرطبي: قال شيخنا أبو العباس: من قال: هي سابقة السعادة والشقاوة، فهو إنما يليق بالفطرة المذكورة في القرآن؛ لأن الله تعالى قال: (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) [الروم: ٣٠]، وأما في الحديث فلا؛ لأنه قد أخبر في بقية الحديث بأنها تبدل وتغير (١).

[الدليل الثالث]

محال أن يعقل الطفل حال ولادته كفرًا أو إيمانًا. والله سبحانه وتعالى يقول:

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) [النحل: ٧٨]، فمن لا يعلم شيئًا استحال منه كفر وإيمان، أو معرفة أو إنكار.

قال ابن عبد البر: هذا القول أصح ما قيل في معنى الفطرة التي يولد الناس عليها، والله أعلم؛ وذلك أن الفطرة السلامة والاستقامة، ثم استشهد بحديث حديث عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم حاكيًا عن ربه عز وجل: «إني خلقت عبادي حنفاء». يعني: على استقامة وسلامة ... (٢).

• دليل من قال: الفطرة: البداءة، والفاطر البادئ:

[الدليل الأول]

(٢٠٥٣ - ٤) استدلوا بما روى الطبري في تفسيره، قال: حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، قال: سمعت ابن عباس يقول: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض أتاني أعرابيان يختصمان في بئر. فقال أحدهما لصاحبه: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها (٣).


(١) تفسير القرطبي (١٤/ ٢٧).
(٢) التمهيد (١٨/ ٧٠).
(٣) تفسير الطبري (٧/ ١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>