عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من الفطرة حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب. اهـ هذا لفظ البخاري. وتبع النووي البيهقي، فقال في المجموع (١/ ٣٣٨): «في صحيح البخاري عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من السنة قص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار». اهـ هكذا نسب النووي هذا اللفظ إلى البخاري كما نسبه البيهقي، ولم أجده فيه بهذا اللفظ. قال الحافظ في الفتح (١٠/ ٣٣٩): «وقد تبعه شيخنا ابن الملقن على هذا -أي على نسبة هذا اللفظ للبخاري- قال الحافظ: ولم أر الذي قاله في شيء من نسخ البخاري، بل الذي فيه من حديث ابن عمر بلفظ الفطرة. وكذا من حديث أبي هريرة، نعم وقع التعبير بالسنة موضع الفطرة في حديث عائشة عند أبي عوانة في رواية أخرى، وفي رواية أخرى بلفظ الفطرة كما في رواية مسلم والنسائي وغيرهما». اهـ ولم يقف الحافظ على لفظ البيهقي. (٢) انفرد بهذه اللفظة حامد بن أبي حامد المقري، فرواه عن إسحاق بن سليمان، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن نافع، عن ابن عمر. وقد رواه أحمد في مسنده (٢/ ١١٨). والبخاري في صحيحه (٥٨٨٨) ثنا أحمد بن أبي رجاء، كلاهما (الإمام أحمد وابن أبي رجاء) روياه، عن إسحاق بن سليمان به، بلفظ: (من الفطرة) وروايتهما أرجح بدون شك. أولًا: لأن أحمد بن حنبل، لا يعدله من خالفه، ولا يقاربه في الحفظ. وثانيًا: ولكون لفظ: (من الفطرة) هو لفظ البخاري، أعلى الكتب صحة، متنًا وإسنادًا بلا منازع. وثالثًا: وجود المتابعات، لأحمد والبخاري، ولم يتابع حامد بن أبي حامد المقري على لفظه، فقد رواه جماعة عن حنظلة بن أبي سفيان، موافقين لرواية أحمد والبخاري، وإليك إياهم: الأول: أحمد بن أبي رجاء، كما في صحيح البخاري (٥٨٩٠). الثاني: عبد الله بن وهب، كما في المجتبى من سنن النسائي (١٢)، والكبرى أيضًا (١٢)، وشرح مشكل الآثار (٦٨٢). الثالث: مكي بن إبراهيم. كما في صحيح البخاري (٥٨٨٨)، ومسند عبد الله بن عمر للطرسوسي (ص: ٤٤) رقم ٨٠. وسنن البيهقي (٣/ ٢٤٣)، وشعب الإيمان للبيهقي (٦٤٤١). الرابع: الوليد بن مسلم، كما في صحيح ابن حبان (٥٤٧٨). الخامس: حامد بن أبي حامد المقرئ كما في السنن الكبرى للبيهقي (١/ ١٤٩). السادس: عبد الوهاب، كما في الترجل من مسائل أحمد (١٧٤)، والطبقات الكبرى لابن سعد (١/ ٢١٦).