وفيه مخالفتان: في الإسناد والمتن. أما الإسناد، فإنه جعل بين الأعمش، وأنس واسطة. وأما المتن، فإنه قال: كان يستاك بفضل وضوئه. والأولى لفظها: كان يتوضأ بفضل سواكه. وبينهما فرق. وراية الدارقطني ضعيفة، فإن فيها مسلم بن كيسان الأعور. قال البخاري: ضعيف، ذاهب الحديث، لا أروى عنه. تهذيب التهذيب (١٠/ ١٢٢). وقال أحمد: ضعيف لا يكتب حديثه. الضعفاء الكبير (٤/ ١٥٣) وقال النسائي: متروك الحديث. الضعفاء والمتروكين (٥٦٨). وقال يحيى بن معين والنسائي أيضًا: ليس بثقة. تهذيب التهذيب (١٠/ ١٢٢). وضعفه أبو حاتم الرازي وأبو زرعة. الجرح والتعديل (٨/ ١٩٢). (٢) المصنف (١/ ١٩٩)، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد. وقيس: هو ابن أبي حازم. وسنده صحيح. ورواه الدارقطني (١/ ٤٠) من طريق يحيى بن سعيد، أخبرنا إسماعيل به بلفظ: كان جرير يقول لأهله توضؤوا من هذا الذي أدخل فيه سواكه. قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح، وعلقه البخاري في الوضوء جازمًا به. (٤٠) باب استعمال فضل وضوء الناس. قال البخاري: وأمر جرير بن عبد الله أهله أن يتوضؤوا بفضل سواكه. قال الحافظ في الفتح: «هذا الأثر وصله ابن أبي شيبة والدارقطني وغيرهما، من طريق قيس بن أبي حازم عنه. وفي بعض طرقه: (كان جرير يستاك، ويغمس رأس سواكه في الماء، ثم يقول لأهله: توضؤا بفضله، لا يرى به بأسًا)».