بالصالحين أعم ليشمل الكل، وقد وصف الله الأنبياء في كتابه الكريم بالصلاح.
فإن قلت: كل ما في الجنة له أغوذج في الدّنيا لتكون النّفس راغبة فيه، فما الحكمة في إخفاء هذا؟ قلت: إذا علم الإنسان أنواعًا من الملاذ ثم قيل له فوق هذه شيء لا نسبة لها إليه، سعى في تحصيله أشد سعي، والتقييد بقلب بشر ليس فيه احتراز بل بيان الواقع، فإن الملائكة لا حظ لهم في ذلك، والجن ليس لهم ما للإنسان، فإذا لم يخطر بقلب البشر فالجن من باب الأولى، وقوله (وإن شئتم فاقرؤا) الظّاهر أنّه من كلام أبي هريرة.
٣٢٤٥ - (محمد من مقاتل) اسم الفاعل (هَمّام) بفتح الهاء وتشديد الميم (مُنبِه) بضم الميم وكسر الباء الموحدة (وأمشاطهم من الذهب).
فإن قلت: كون الأواني من الذهب له وجه، فأيُّ وجه للأمشاط، فإن أهل الجنة جرد مرد؟ قلت: الظاهر أن في رأسهم الشعر، أو للنساء، أو للزينة لا للحاجة.
(ومجامرهم الألوة) المجامر جمع المجمرة بكسر الميم، آلة البخور، قال ابن الأثير: وبالضمّ هو البخور، قال: وهو المراد، قلت: الآلة هي المراد ويقدر مضاف، أي: وقود مجامرهم كما صرح به في الرّواية بعده، وبه سقط ما قيل أن في الجنة نفس المجمرة هو العود على أنه معنى ركيك، فإن الزينة أن تكون الآلة من الذهب، والألوّة -بفتح الهمزة وضمها وتشديد الواو- العود، وهو معرب، قاله الجوهري.
فإن قلت: لا نار في الجنة فما معنى الوقود؟ قلت: الوقود لا يتوقف على وجود النار، بل حاصل بإرادته تعالى.
(لكل واحد منهم زوجتان) أي: من نساء الدنيا بهذه الصفة، وهي أن يرى مخ ساقها من وراء اللّحم من الحُسْن، وفي رواية الترمذي:"يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة".