صادق القول، وأن يكون فتح أبواب الجنة مجازًا عن وفور قيضان عفو الله وغفرانه على المؤمنين، وتغليق أبواب النيران منع القوى الشهوانية، وما يتولد منها عن مقتضاها، ولا شك أنها جنود الشيطان.
٣٢٧٨ - وأما قصه موسى وفتاه ستأتي إن شاء الله في تفسير سورة الكهف مستوفى، وإنما ذكره هنا لقوله:{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ}[الكهف: ٦٣]).
قال بعض الشارحين: فإن قلت: ما الغرض من هذا وقد علم من القرآن؟ قلت: الغرض الجملة الأخيرة، معنى قوله (ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله) وهذا ليس بشيء؛ لأن الباب موضوع لصفة إبليس وجنوده، ولا يقدح في ذلك كونه مذكورًا في القرآن، وكم حكم يستدل عليه بالآية، أيُّ تعلق لنصب موسى بباب صفة إبليس وجنوده؟ على أنّ هذا الذي قاله مستفاد من القرآن أيضًا؛ لأن قوله:{مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}[الكهف: ٦٢] إشارة بهذا -الموضوع للقريب- إلى الذهاب من المكان الذي فقد فيه الحوت، وصرفه الغضب.
٣٢٧٩ - (إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان) المراد بقرن الشيطان: قوته وشره؛ لأن الحيوان الذي له قرن إنما يفسد بقرنه، ولا ترى الفتن والشرور والبدع إلا من ناحية الشرق، ومنها يخرج الدجال ويأجوج ومأجوج.