قال النووي: فيه دليل للشافعي أنه يجب حمد الله في الخطبة، وينبغي لفظه، ولا يقوم غيره مقامه.
ب-ولحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم) رواه أبو داود.
وأما الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
فلحديث جابر السابق (كَانَتْ خُطْبَةُ اَلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ: - يَحْمَدُ اَللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ .. ) وإذا وجب ذكر الله تعالى وجب ذكر نبيه -صلى الله عليه وسلم-، لما جاء في تفسير قول الله تعالى (ورفعنا لك ذكرك) قال الله: لا أذكر إلا ذكرتَ معي.
وأما قراءة آية:
أ-فلحديث جابر بن سمرة قال: (كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- خطبتان يجلس بينهما، يقرأ القرآن ويذكر الناس) رواه مسلم.
قال النووي: فيه دليل للشافعي في أنه يشترط للخطبة الوعظ والقرآن.
ب- وَلحديث أُمّ هِشَام بِنْتِ حَارِثَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ (مَا أَخَذْتُ: "ق وَالْقُرْآنِ اَلْمَجِيدِ"، إِلَّا عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَؤُهَا كُلَّ جُمُعَةٍ عَلَى اَلْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ اَلنَّاسَ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قال النووي: فيه دليل للقراءة في الخطبة.
ج-ولحديث صفوان بن يعلى عن أبيه (أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ: ونادوا يا مالك) رواه مسلم.
قال النووي: فيه القراءة في الخطبة.
وأما الوصية بتقوى الله:
لأن هذا هو مقصود الخطبة.
وذهب بعض العلماء: إلى أن الخطبة ليس لها أركان، بل تحصل بما يقع عليه اسم الخطبة عرفاً.
وهذا اختيار الشيخ السعدي.
قال رحمه الله: اشتراط الفقهاء الأركان الأربعة في كل من الخطبتين فيه نظر، وإذا أتى في كل خطبة بما يحصل به المقصود من الخطبة الواعظة الملينة للقلوب فقد أتى بالخطبة، ولكن لا شك أن حمد الله، والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقراءة شيء من القرآن من مكملات الخطبة، وهي زينة لها.