حيث يطاف عليهم بآنية من فضة وصحاف من ذهب، وذاك مناط معتبر للشارع كما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- لما رأى رجلاً متختماً بخاتم من ذهب، فقال (مالي أرى عليك حلية أهل الجنة) أخرجه الثلاثة من حديث بريدة. [قاله الشوكاني].
وقيل: التشبه بالمشركين.
لقوله -صلى الله عليه وسلم- (فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة).
وهذا مستثنى من الاتخاذ والاستعمال لآنية الذهب والفضة.
[والدليل على الإباحة]
حديث أَنَس بْن مَالِك -رضي الله عنه- (أَنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- اِنْكَسَرَ، فَاتَّخَذَ مَكَانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ.) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِي.
(قَدَحَ) إناء يشرب به الماء، وجمعه أقداح. (اِنْكَسَرَ) وفي رواية للبخاري (فانصدع) أي: انشق. (فَاتَّخَذَ) اختلف من الذي اتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة، فقيل: هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-، للرواية التي بين أيدينا، فإنها تدل أن المتخذ هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقيل: هو أنس. لرواية عند البخاري عن عاصم الأحول:(رأيت قدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند أنس بن مالك، وكان انصدع فتسلسله بفضة)، قال الحافظ: وفيه نظر، لأن في الخبر عند البخاري عن عاصم قال: قال ابن سيرين إنه كان فيه حلقة من حديد فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من ذهب أو فضة، فقال له أبو طلحة: لا تغير شيئاً صنعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهذا يدل على أنه لم يغير شيئاً. (مَكَانَ الشَّعْبِ) الشعب بفتح الشين وسكون العين أي: الصدع والشق. (سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ) السلسلة بفتح السين، والمراد بها إيصال الشيء بالشيء، أي: سلكاً من فضة.