للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبحث: ٦

الموالاة بين الأشواط.

فالموالاة بين أشواط الطواف شرط في صحته، على الراجح من أقوال أهل العلم، فإن فصل بينها بفاصل يسير فلا بأس.

أ-لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد والى بين طوافه وقال: «خذوا عني مناسككم».

ب- والطواف صلاة، فاشترطت له الموالاة، كسائر الصلوات والموالاة بين ركعاتها.

ج-و الطواف عبادة تعلقت بالبيت فاشترطت لها الموالاة، كالصلاة.

قال الشيخ ابن عثيمين: من شروط صحة الطواف: الموالاة بين أشواطه.

• لكن رخص أهل العلم للطائف إذا حضرت الجنازة أو أقيمت الصلاة أن يصلي ثم يكمل طوافه ولا يستأنفه.

جاء في (الموسوعة الفقهية) اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ إِذَا ابْتَدَأَ بِالطَّوَافِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنَّهُ يَقْطَعُ الطَّوَافُ، وَيُصَلِّي مَعَ الْجَمَاعَةِ، ثُمَّ يَبْنِي عَلَى طَوَافِهِ؛ لأِنَّهُ فِعْلٌ مَشْرُوعٌ فَلَمْ يَقْطَعْهُ، كَالْفِعْل الْيَسِير.

وقال الشيخ ابن عثيمين: الموالاة بين أشواط الطواف شرط لا بد منه، لكن رخص بعض العلماء بمثل صلاة الجنازة أو التعب ثم يستريح قليلا ثم يواصل وما أشبه ذلك.

• وسئل رحمه الله: رجل طاف من الطواف شوطين ولكثرة الزحام خرج من الطواف وارتاح لمدة ساعة أو ساعتين، ثم رجع للطواف ثانية فهل يبدأ من جديد أو يكمل طوافه من حيث انتهى؟

فأجاب:

إذا كان الفصل طويلا كالساعة والساعتين: فإن الواجب عليه إعادة الطواف، وإذا كان قليلا فلا بأس، وذلك لأنه يشترط في الطواف وفي السعي: الموالاة، وهي تتابع الأشواط، فإذا فصل بينها بفاصل طويل: بطل أول الأشواط، ويجب عليه أن يستأنف الطواف من جديد، أما إذا كان الفصل ليس طويلا جلس لمدة دقيقتين أو ثلاث ثم قام وأكمل فلا بأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>