للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن شهاب: فخروج الإمام يقطع الصلاة، وكلامه يقطع الكلام.

قال في الغني: وهذا يدل على شهرة الأمر بينهم.

ب-ولأن النهي عن الكلام إنما هو لأجل الإنصات واستماع الخطبة، فيقتصر على حالة الخطبة.

• معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- ( … فلا جمعة له)؟

قال الشوكاني: قال العلماء: معناه لا جمعة له كاملة، للإجماع على إسقاط فرض الوقت عنه.

وقال ابن حزم: معناه بطلت وعليه إعادتها في الوقت، لأنه لم يصلها.

والصحيح الأول.

ويؤيده حديث عبد الله بن عمرو. قال: قال -صلى الله عليه وسلم- ( .. ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهراً) رواه أبوداود.

[فائدة: ١]

عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُول (نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ) متفق عليه.

قوله (نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ) في رواية بن عيينة عن أبي الزناد عند مسلم (نحن الآخرون ونحن السابقون)، أي: الآخرون زماناً الأولون منزلة، والمراد أن هذه الأمة وإن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية فهي سابقة لهم في الآخرة، بأنهم أول من يحشر، وأول من يحاسب، وأول من يقضي بينهم، وأول من يدخل الجنة، وفي حديث حذيفة عند مسلم (نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق).

وقيل: المراد بالسبق هنا احراز فضيلة اليوم السابق بالفضل وهو يوم الجمعة.

وقيل: المراد بالسبق أي إلى القبول والطاعة التي حرمها أهل الكتاب فقالوا سمعنا وعصينا.

والأول أقوى. (فتح الباري)

<<  <  ج: ص:  >  >>