قال ابن حجر: وطريق الجمع بين هذه الأحاديث أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يطيل القراءة في صلاة المغرب إما لبيان الجواز وإما لعلمه بعدم المشقة على المأمومين.
قال ابن القيم: أما المداومة على قصار المفصل دائماً فهو من فعل مروان بن الحكم، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت وقال: مالك تقرأ بقصار المفصل، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بطولى الطوليين الأعراف.
(وفي سائر الصلوات من أوساطهِ).
أي: ويقرأ المصلي في باقي الصلوات - كالظهر، والعصر، والعشاء - من أواسط المفصل.
ب- ولحديث جَابِر (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لمعاذ لما طوّل في صلاة العشاء: أَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فَتَّانًا يَا مُعَاذُ إِذَا أَمَمْتَ النَّاسَ فَاقْرَأْ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى. وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ. وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) متفق عليه.
[صلاة العصر]
يقرأ فيها بأواسط المفصل.
وهذا قول الحنفية والشافعية والحنابلة.
لحديث جابر بن سمرة (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الظهر والعصر (والسماء والطارق) و (والسماء ذات البروج) ونحوهما من السور) رواه أبو داود.