للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والأصابع).

أي: ومن سنن الوضوء تخليل أصابع اليدين والرجلين.

قال ابن قدامة: تَخْلِيلُ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فِي الْوُضُوءِ مَسْنُونٌ، وَهُوَ فِي الرِّجْلَيْنِ آكَدُ.

قال الشيخ ابن عثيمين: وهو في الرِّجلين آكد لوجهين:

الأول: أنَّ أصابعهما متلاصقة.

والثَّاني: أنهما تباشران الأذى فكانتا آكد من اليدين.

لحديث لَقِيط بْن صَبْرَةَ، -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (أَسْبِغْ اَلْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ اَلْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي اَلِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) رواه أبوداود.

• ذهب بعض العلماء إلى أن تخليل الأصابع واجب.

واختاره الصنعاني والشوكاني.

لقوله -صلى الله عليه وسلم- (وخلل بين الأصابع) وهذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب.

وذهب جمهور العلماء: إلى أنه مستحب إذا وصل الماء إلى ما بين الأصابع.

أ- لقوله تعالى (فاغسلوا وجوهكم)، قالوا: فأمر الله بالغَسل وهو يصدق على مجرد وصول الماء إلى البشرة بدون تخليل، والتخليل أمر زائد، فهو داخل في الكمال.

ب- ولأن جميع الذين وصفوا وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يذكروا التخليل، فالجمع بين حديث لقيط وهذه الأحاديث هو حمله على الاستحباب.

وهذا هو الراجح.

• المراد بالأصابع أصابع اليدين والرجلين.

فقد جاء في حديث ابن عباس. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا توضأت فخلل بين أصابع يديك ورجليك) رواه الترمذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>