وذهب بعضهم: أن عدد ألفاظها (١٠). [كلها مفردة ما عدا التكبير في أولها وآخرها].
هذا مذهب مالك.
لحديث أنس السابق ( … وَيُوتِرَ اَلْإِقَامَة … ).
فالحديث صرح بأن الإقامة وتر، فدل على أن قول (قد قامت الصلاة) يكون مفرداً.
والجواب عن هذا: بأن للحديث روايات أخرى صحيحة اشتملت على زيادة وهي قوله (إلا الإقامة) وهذا يدل على أنها مستثناة من الإيتار لكونها تثنى.
والراجح - والله أعلم - أن يقال بأن القول الأول والثاني كلاهما صحيح، وأن الاختلاف فيهما محمول على الإباحة والتخيير، كالاختلاف في الترجيع ورجح هذا القول ابن تيمية، وابن القيم، والصنعاني، والشوكاني.
(ويكونُ المؤذنُ صيتاً أميناً عالماً بالوقت).
هذه بعض الصفات التي تنبغي بالمؤذن:
(صيتاً) أي: رفيع الصوت.
قال النووي: الصِّيت بتشديد الياء، هو: شديد الصوت ورفيعه.
أ- لقوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن زيد ( … فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ، فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ، فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ … ).
وفي رواية للترمذي بلفظ (فقم مع بلال، فإنه أندى أو أمد صوتاً منك).
والمراد بقوله (أو أمد صوتاً منك) أي: أرفع صوتاً منك.
واختار -صلى الله عليه وسلم- أبا محذورة للأذان لكونه صيتاً.