قال القرطبي: قوله (وهو أعدل الصيام) من جهة حفظ القوة، ووجدان صوم مشقة العبادة، وإذا كان أعدل في نفسه فهو عند الله أفضل وأحب.
قال في الفتح: في رواية عند البخاري (أحب الصيام إلى الله صيام داوود) يقتضي ثبوت الأفضلية مطلقاً، ورواه مسلم والترمذي بلفظ (أفضل الصيام صيام داود) ومقتضاه أن تكون الزيادة على ذلك من الصوم مفضولة.
[فائدة: ١]
قال ابن رجب: قوله -صلى الله عليه وسلم- في حق داود عليه السلام (كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى) يشير إلى أنه كان لا يضعفه صيامه عن ملاقاة عدوه ومجاهدته في سبيل الله.
[فائدة: ٢]
هذا الصوم - صوم يوم وإفطار يوم - مشروط بما إذا لم يضيع ما أوجب الله عليه.
ففي حديث عبد الله بن عمرو السابق (. . . فَصُمْ يَوماً وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ)) قُلْتُ: فَإنِّي أُطِيقُ أفضَلَ مِنْ ذلِكَ، قَالَ:((فَصُمْ يَوماً وَأفْطِرْ يَوماً فَذلِكَ صِيَامُ دَاوُد -صلى الله عليه وسلم-، وَهُوَ أعْدَلُ الصيامِ)).
وفي رواية:((هُوَ أفْضَلُ الصِّيامِ)) فَقُلْتُ: فَإِنِّي أُطيقُ أفْضَلَ مِنْ ذلِكَ، فَقَالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا أفضَلَ مِنْ ذلِكَ))، وَلأنْ أكُونَ قَبِلْتُ الثَّلاثَةَ الأَيّامِ الَّتي قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- أحَبُّ إليَّ مِنْ أهْلي وَمَالي).
وفي رواية (فَكَانَ عَبدُ الله يقول بَعدَمَا كَبِرَ: يَا لَيتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَة رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-.