للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عالماً بالوقت).

وهذا ليس بشرط لكن أفضل.

فإن ابن أم مكتوم كان رجلاً أعمى، وكان الصحابة يخبرونه بالوقت فيقولون له: أصبحت أصبحت.

لكن الأفضل أن يكون عالماً بالوقت، لأنه قد لا يكون هناك من يخبره بالوقت، ولأن غير العالم بالوقت قد يؤذن قبل الوقت.

• ويستحب أن يكون حسن الصوت.

أ-لحديث أَبِي مَحْذُورَةَ -رضي الله عنه- (أَنَّ اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَعْجَبَهُ صَوْتُهُ، فَعَلَّمَهُ اَلْآذَانَ) رَوَاهُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ.

حيث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اختار أبا محذورة للأذان لكونه حسن الصوت.

قال الصنعاني: وفيه دلالة على أنه يستحب أن يكون صوت المؤذن حسناً.

ب-ولقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث عبد الله بن زيد - (فَقَالَ: إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ، فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ، فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ … ).

قيل معناه: أرفع وأعلى، وقيل: أحسن وأعذب.

ج-ولأن حسن الصوت يكون أرق لسامعه فيميلون إلى الإجابة.

(ويستحب أن يؤذن قائماً).

السنة أن يؤذن المؤذن قائماً، كما كان يفعل مؤذنو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكما سار عليه المسلمون إلى يومنا هذا، وانعقد عليه إجماع الكافة، فإن أذن قاعدا أو مضجعا لغير عذر، صح أذانه مع الكراهة.

قال ابن قدامة: وَيَنْبَغِي أَنْ يُؤَذِّنَ قَائِمًا، قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ أَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ السُّنَّةَ أَنْ يُؤَذِّنَ قَائِمًا.

وَفِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ الَّذِي رَوَيْنَاه (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِبِلَالٍ قُمْ فَأَذِّن).

<<  <  ج: ص:  >  >>