(وَلَا يُغَسَّلُ شَهِيدُ معركةِ كفار).
أي: أن شهيد المعركة الذي مات بين قتال الكفار لا يغسل إذا مات.
لحديث جابر. قَالَ (كَانَ اَلنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَجْمَعُ بَيْنَ اَلرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحَدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمّ يَقُولُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ?، فَيُقَدِّمُهُ فِي اَللَّحْدِ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ) رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ.
وهذا مذهب جماهير العلماء.
قال ابن قدامة: إذا مات الشهيد في المعركة لم يغسل، وهو قول أكثر أهل العلم.
وقال الخطابي: وفيه من الفقه أن الشهيد لا يغسل وهو قول عامة أهل العلم.
ونقل الصنعاني أيضاً عن الجمهور قولهم أن الشهيد لا يغسل.
قال البغوي: اتفق العلماء على أن الشهيد المقتول في معركة الكفار لا يغسَّل. (شرح السنة).
وقال ابن هبيرة: واتفقوا على أن الشهيد المقتول في المعركة لا يغسَّل.
فائدة: ١
هل إذا مات الشهيد جنباً يغسل؟
إن كان الشهيد جنُباً فقد اختلف العلماء في تغسيله، والراجح أنه لا يُغسل إذ لا فرق بين الجُنب وغيره، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يغسل الذين قتلوا في أُحد، ولأن الشهادة تكفر كل شيء.
أما ما يُذكر من أن عبد الله بن حنظلة " غسلته الملائكة " فهذا إن صح فليس فيه دليل على أنه يُغسله البشر؛ لأن تغسيل الملائكة له ليس شيئاً محسوساً لنا، وأحكام البشر لا تقاس على أحكام الملائكة، وما حصل لحنظلة -رضي الله عنه- هو من باب الكرامة وليس من باب التكليف.
قال ابن حجر في معرض الاستدلال بحديث جابر:. . . واستدل بعمومه على أن الشهيد لا يغسل حتى ولا الجنب ولا الحائض.
فائدة: ٢
الحكمة من عدم تغسيل الشهيد:
جاء عند أحمد في حديث جابر (. . . لا تغسلوهم فإن كلَّ جُرحٍ أو كل دم يفوح مسكاً يوم القيامة ولم يصلّ عليهم).