قال العلامة ابن الملّقن: الزكاة في اللغة: النماء، والتطهير.
فمن الأول قولهم: زَكَى الزرعُ: أي نما، فالمال ينمو بإخراج الزكاة من حيث لا يُرى، وإن كان في الظاهر يُحسّ بالنقصان، وقد صحّ أنه -صلى الله عليه وسلم- قال:"ما نقص مال من صدقة".
ومن الثاني: قوله تعالى (وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، وقوله:(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) أي طهّرها من دنس المعاصي والمخالفات، دليله قوله تعالى (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) أي أخملها بالمعاصي، فالزكاة تطهّر النفس من رذيلة البخل وغيره. وقد قيل: من أدّى زكاة ماله لم يُسَمّ بخيلاً، وتطهّر أيضًا من الذنوب، وتطهّر المال أيضًا من الخبث. (الإعلام).
وشرعاً: هي نصيب مقدر شرعاً في مال معين يصرف لطائفة مخصوصة.
[فائدة: ٢]
وسميت زكاة: لأنها تزكي المال، وتزكي صاحب المال، وتطهر نفس الغني من الشح والبخل، وتطهر نفس الفقير من الحسد والضغينة، وتسد حاجة الإسلام والمسلمين.
كما قال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).
وقال -صلى الله عليه وسلم- (ما نقصت صدقة من مال) رواه مسلم.
ومن حِكمِها: تطهير أصحاب الأموال من الشح والبخل، تقوية روابط المجتمع، تزيد المحبة والمودة بين أفراد المجتمع، وأيضاً فيها امتحان للنفس، لأن المال محبوب للنفس، والنفس تبخل به، إعانة الضعفاء وكفاية أصحاب الحاجة، وتكفر الخطايا وتدفع البلاء، ومجلبة للمحبة.