[القسم الثالث: نوافل لم يرد فيها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تخفيف ولا تطويل.]
فهذا النوع من النوافل وقع فيه خلاف بين أهل العلم: هل الأفضل أن يطيل الإنسان فيها القيام، أو الأفضل أن يكثر من الركوع والسجود؟
فذهب الحنابلة رحمهم الله إلى: أن كثرة السجود والركوع أفضل من طول القيام.
أ- لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد).
ب- وقوله -صلى الله عليه وسلم- (عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة).
ج- ولأن السجود في نفسه أفضل وآكد، بدليل أنه يجب في الفرض والنفل ولا يباح بحال إلا لله تعالى، والقيام يسقط في النفل، ويباح
في غير الصلاة، للوالدين والعالم وسيد القوم، والاستكثار مما هو آكد وأفضل أولى. (كشاف القناع).
وذهب الشافعية رحمهم الله إلى: أن طول القيام أفضل من كثرة السجود والركوع.
قال النووي رحمه الله: تطويل القيام عندنا أفضل من تطويل السجود والركوع وغيرهما، وأفضل من تكثير الركعات.
وذهب بعض العلماء إلى: التفريق بين الصلاة في الليل والصلاة في النهار.
قال الشوكاني: وقال إسحاق بن راهويه: أما في النهار، فتكثير الركوع والسجود أفضل، وأما في الليل فتطويل القيام، إلا أن يكون للرجل جزء بالليل يأتي عليه، فتكثير الركوع والسجود أفضل، لأنه يقرأ جزأه، ويربح كثرة الركوع والسجود.