للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فائدة: ١]

ما الحكمة من عدم الصلاة على الشهيد؟

قال الشيخ ابن عثيمين: (الشهيد) لا يصلي عليه أحدٌ من الناس لا الإمام ولا غير الإمام؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- (لم يصلِّ على شهداء أحد)، ولأن الحكمة من الصلاة الشفاعة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يُشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه) والشهيد يُكفر عنه كل شيء إلا الدَّيْن؛ لأن الدين لا يسقط بالشهادة بل يبقى في ذمة الميت في تركته إن خَلَّف تركة، وإلا فإنه إذا أخذه يريد أداءه أدى الله عنه.

[فائدة: ٢]

اختار ابن القيم أن الإمام مخير إن شاء صلى وإن شاء ترك، فقال: وَالصَّوَاب فِي الْمَسْأَلَة: أَنَّهُ مُخَيَّر بَيْن الصَّلَاة عَلَيْهِمْ وَتَرْكهَا لِمَجِيءِ الْآثَار بِكُلِّ وَاحِد مِنْ الْأَمْرَيْنِ وَهَذَا إِحْدَى الرِّوَايَات عَنْ الْإِمَام أَحْمَد، وَهِيَ الْأَلْيَق بِأُصُولِهِ وَمَذْهَبه.

(وَإِنْ سَقَطَ عَنْ دَابَّتِهِ، أَوْ وُجِدَ مَيتاً، وَلَا أَثَرَ بِهِ. أَوْ حُمِلَ فَأَكَلَ أَوْ طَالَ بَقَاؤُهُ عُرْفاً غُسِّلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ).

أي: في هذه الحالات لا يأخذ حكم الشهيد، بل يغسل ويكفن ويصلى عليه.

لأنه ليس بقتيل الكفار.

فالذي سَقَطَ عَنْ دَابَّتِه: أو من شاهق أو تردى في بئر فمات فيها: يغسل ويصلى عليه.

لأن موته بسبب ذلك، أشبه ما لو مات بغير قتل المشركين، وشرطه أن يكون بغير فعل العدو فأما إذا كان بفعلهم فلا.

أَوْ وُجِدَ مَيتاً، وَلَا أَثَرَ بِه: فكذلك يغسل ويصلى عليه.

لأنه يحتمل أنه مات حتف أنفه، فلا يسقط الغسل الواجب بالشك.

أَوْ حُمِلَ فَأَكَلَ: أي: حمل بعد جرحه فأكل، فإنه يغسل ويصلى عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>