قال النووي: وحكى إمام الحرمين -وجهاً- أنه لا أمد للتعزية، بل يبقى بعد ثلاثة أيام وإن طال الزمان، لأن الغرض الدعاء، والحمل على الصبر، والنهي عن الجزع، وذلك يحصل مع طول الزمان، وبهذا الوجه قطع أبو العباس بن القاص في التلخيص. (المجموع)
وقال الشيخ ابن باز: وليس لها وقت مخصوص ولا أيام مخصوصة بل هي مشروعة من حين موت الميت قبل الصلاة وبعدها وقبل الدفن وبعده والمبادرة بها أفضل في حال شدة المصيبة وتجوز بعد ثلاث من موت الميت لعدم الدليل على التحديد.
وقال الشيخ الألباني: ولا تحد التعزية بثلاثة أيام لا يتجاوزها، بل متى رأى الفائدة في التعزية أتى بها.
[فائدة: ٤]
تشرع التعزية من حين الموت -قبل الدفن وبعده- ولا تحد بوقت، بل تبقى سنة التعزية إلى أن يذهب عن المصاب أثر المصيبة.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل تجوز التعزية قبل الدفن؟
فأجاب: نعم، تجوز قبل الدفن وبعده، لأن وقتها من حين ما يموت الميت إلى أن تنسى المصيبة، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عزى ابنة له حين أرسلت تخبره أن صبياً لها في الموت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (ارجع إليها، فأخبرها أن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب).
وسئل عما يقوله بعض الناس إنه لا تجوز التعزية قبل دفن الميت؟
فأجاب: هذا ليس بصحيح، التعزية متى حصلت المصيبة، أي الموت فإنها مشروعة. (مجموع الفتاوى).
والأفضل عند جمهور العلماء أن تكون بعد الدفن.
جاء في (الموسوعة الفقهية) ذهب جمهور الفقهاء: إلى أن الأفضل في التعزية أن تكون بعد الدفن.
لأن أهل الميت قبل الدفن مشغولون بتجهيزه; ولأن وحشتهم بعد دفنه لفراقه أكثر، فكان ذلك الوقت أولى بالتعزية.
وقال جمهور الشافعية: إلا أن يظهر من أهل الميت شدة جزع قبل الدفن، فتعجل التعزية، ليذهب جزعهم أو يخف .. انتهى.