للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الدلالة من وجهين:

الأول: أنه لما وجب صوم عاشوراء أثناء النهار، أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بالإمساك عن الطعام في أثناء النهار فأمسكوا، ومثله رمضان لأن حرمته أشد.

الثاني: أن ثبوت رمضان في ذلك اليوم يجعل له حرمة رمضان، فلا يجوز أن ينتهك بالفطر،

ثانياً: القضاء.

يجب عليهم القضاء، وهذا قول جماهير العلماء.

أ- لحديث حفصة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (مَنْ لَمْ يُجْمِعْ [يعني: لم ينو] الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ) قالوا: وهنا لم يحصل تبييت للنية من الليل، فلم يصح الصيام، والإمساك في ذلك اليوم، إنما وجب؛ احتراماً للزمن.

فائدة:

اختار ابن تيمية: وجوب الإمساك دون القضاء.

أ- لحديث سلمة بن الأكوع السابق في صيام عاشوراء، فالذين أكلوا في أول اليوم من عاشوراء لم يثبت أنهم قضوا ذلك اليوم، مع أن صيام عاشوراء كان واجباً في صدر الإسلام، والرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بالإمساك وسكت عن القضاء، فلو كان واجباً لأمر به.

ب-أن التكليف يتبع العلم، فإذا لم يمكن علمه لم يجب صومه.

ج- لم يقم دليل على وجوب القضاء إذا كان الترك بغير تفريط.

<<  <  ج: ص:  >  >>