وقال ابن قدامة: والمختار عند أبي عبد الله (يعني الإمام أحمد) رحمه الله، فيها عشرون ركعة، وبهذا قال الثوري، وأبو حنيفة، والشافعي، وقال مالك: ستة وثلاثون.
وقال النووي: صلاة التراويح سنة بإجماع العلماء، ومذهبنا أنها عشرون ركعة بعشر تسليمات وتجوز منفرداً وجماعة. "المجموع"(٤/ ٣١)
فهذه مذاهب الأئمة الأربعة في عدد ركعات صلاة التراويح وكلهم قالوا بالزيادة على إحدى عشرة ركعة، ولعل من الأسباب التي جعلتهم يقولون بالزيادة على إحدى عشرة ركعة:
أولاً: أنهم رأوا أن حديث عائشة رضي الله عنها لا يقتضي التحديد بهذا العدد.
ثانياً: وردت الزيادة عن كثير من السلف.
ثالثاً: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي إحدى عشرة ركعة وكان يطيلها جداً حتى كان يستوعب بها عامة الليل، بل في إحدى الليالي التي صلى فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة التراويح بأصحابه لم ينصرف من الصلاة إلا قبيل طلوع الفجر حتى خشي الصحابة أن يفوتهم السحور، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يحبون الصلاة خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يستطيلونها، فرأى العلماء أن الإمام إذا أطال الصلاة إلى هذا الحد شق ذلك على المأمومين وربما أدى ذلك إلى تنفيرهم فرأوا أن الإمام يخفف من القراءة ويزيد من عدد الركعات.
والحاصل: أن من صلى إحدى عشرة ركعة على الصفة الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد أحسن وأصاب السنة، ومن خفف القراءة وزاد عدد الركعات فقد أحسن، ولا إنكار على من فعل أحد الأمرين. (الإسلام سؤال وجواب).
(تُفعل في جماعة).
أي: تصلى التراويح جماعة.
فصلاة التراويح في المسجد جماعة أفضل من صلاتها في البيت.
فهذا يدل على أن صلاة التراويح في جماعة مشروعة بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، غير أنه تركها خشية أن تفرض على الأمة، فلما مات النبي -صلى الله عليه وسلم- زال هذا المحذور، لاستقرار الشريعة.