للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة: ٢

قوله (لبيك اللهم لبيك. . .) هذه تلبيىة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما (أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ). قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَزِيدُ فِيهَا " لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ إلَيْكَ وَالْعَمَلُ.

(لَبَّيْكَ) إجابة لك بعد إجابة، وإقامة على طاعتك دائمة، والمراد بالتثنية التأكيد.

(لَا شَرِيكَ لَكَ) أي: في كل شيء، فلا شريك لك في ملكك، ولا شريك لك في ألوهيتك، ولا شريك لك في أسمائك وصفاتك.

(إِنَّ اَلْحَمْدَ) أي: لك الحمد على كل حال، والحمد وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيماً.

(وَالنِّعْمَةَ) أي: الفضل والإحسان، كله لك، لأن الله وحده المحمود والمنعم.

(وَالْمُلْكَ) أي ملك الخلائق وتدبيرها لك وحدك.

ففي هذا الحديث دليل على مشروعية التلبية، وقد سماها جابر بالتوحيد فقال (فأهل بالتوحيد).

فائدة: ٣

اختلف العلماء في حكم التلبية على أقوال:

قال ابن حجر في فتح الباري: وفيها مذاهب أربعة يمكن توصيلها إلى عشرة.

القول الأول: أنها سنة لا يجب بتركها شيء وهو قول الشافعي وأحمد.

القول الثاني: واجبة يجب بتركها دم. وهو مذهب أبي حنيفة ومالك.

القول الثالث: أنها ركن في الإحرام لا ينعقد بدونها. وهذا مروي عن الثوري وأبي حنيفة وأهل الظاهر، وقالوا: هي نظير تكبيرة الإحرام للصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>