والجواب على ذلك - كما قال ابن القيم في تهذيب السنن، فقيل: يحتمل أن تكون ميمونة أرسلت، وأم الفضل أرسلت، كلٌّ منهما بقدَح، ويحتمل أن يكون مجتمعتين فإنها أختها، فاتفقتا على الإرسال بقدح واحد، فينسب إلى هذه وإلى هذه.
ج-وقال ابن عمر:(حججت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يصمه - يعني يوم عرفة - ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه). رواه الترمذي
وجه الاستدلال: في الحديث بيان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين في تركهم صيام يوم عرفة بعرفة.
د-أنّ يوم عرفة يوم عبادة وتضرُّع ودعاء، فيستحب للحاج أن يفطر ذلك اليوم ليقوى على التعبُّد والذكر والدعاء.
قال ابن قدامة: لأنّ الصوم يُضعفه ويمنعه الدعاء في هذا اليوم المعظَّم الذي يستجاب فيه الدعاء في ذلك الموقف الشريف الذي يُقصَد من كل فجٍّ عميق، رجاء فضل الله فيه، وإجابة دعائه به؛ فكان تركه أفضل.
[القول الثاني: يكره صومه.]
وهذا ذهب إليه بعض العلماء.
لحديث أبي هريرة. (نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم عرفة بعرفة) رواه أبو داود.
لكنه حديث ضعيف، قال العقيلي: لا يصحّ عنه أنه نهى عن صومه.