[فائدة: ٣]
استشكل خشية النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تكون الساعة مع أن الساعة لها مقدمات:
قيل: يحتمل أن تكون قصة الكسوف وقعت قبل إعلام النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه العلامات.
أو لعله خشي أن يكون ذلك بعض المقدمات.
أو أن الراوي ظن أن الخشية لذلك وكانت لغيره.
أو أن المراد بالساعة غير يوم القيامة، أي الساعة التي جعلت علامة على أمر من الأمور.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: أما الأول ففيه نظر، لأن قصة الكسوف متأخرة جداً، فقد تقدم أن موت إبراهيم كان في السنة العاشرة كما اتفق عليه أهل الأخبار، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بكثير من الأشراط والحوادث قبل ذلك.
وأما الثالث، فتحسين الظن بالصحابي يقتضي أنه لا يجزم بذلك إلا بتوثيق.
وأما الرابع فلا يخفى بعده.
وأقربها الثاني، فلعله خشي أن يكون الكسوف مقدمة لبعض الأشراط كطلوع الشمس من مغربها.
(ويسن عند الكسوف الصلاة والصدقة والاستغفار).
أي: يسن عند حصول الكسوف الإكثار من الطاعات والقربات كالصلاة والصدقة والدعاء.
أولاً: الصلاة، لقوله -صلى الله عليه وسلم- (فصلوا … ).
ثانياً: الدعاء، لقوله (فادعوا … ).
ثالثاً: التكبير، لقوله (وكبروا … ).
رابعاً: الصدقة، لقوله (وتصدقوا … ).
خامساً: العتاقة، عن أسماء قالت: (لقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعتاقة في كسوف الشمس) رواه البخاري.
وَلِأَنَّهُ تَخْوِيفٌ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، فَيَنْبَغِي أَنْ يُبَادِرَ إلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، لِيَكْشِفَهُ عَنْ عِبَادِه. (المغني).