واستدلوا بالأحاديث الصحيحة، التي دلت على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قارناً. قالوا: فلما ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قارناً، وهو إنما يختار لنفسه الأفضل، دل على أن القران أفضل الأنساك.
ونوقش هذا الاستدلال: بأنه وإن كان الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قارناً، لكن هذا لا يدل على أنه الأفضل؛ إذ لو كان القران هو الأفضل لما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من كان قارناً ولم يسق الهدي أن يفسخ حجه إلى عمرة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نقل أصحابه من الحج إلى المتعة، وتأسف كيف لم يمكنه ذلك، ولو كان القران هو الأفضل لكان الأمر بالعكس.
وذهب بعض العلماء: إلى أن التمتع أفضل الأنساك إلا لمن ساق الهدي فإن القران في حقه أفضل.
ودليل هذا القول: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرن حين ساق الهدي، ومنع كل من ساق الهدي من الحل حتى ينحر هديه.