للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة: ٢

أن من كرر النظر فأمذى فإن صيامه صحيح حتى عند الحنابلة.

فتبين أن الحنابلة يفرقون بين المذي الذي يكون سببه المباشرة وبين المذي الذي يكون سببه تكرار النظر.

فالمذي الأول: يفسد الصيام. والمذي الثاني: لا يفسد الصيام وهذا مما يضعف القول بإفساده في مسألة المباشرة.

جاء في (الموسوعة الفقهية) وَلَوْ أَمْذَى بِتَكْرَارِ النَّظَرِ، فَظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ لَا يُفْطِرُ بِهِ، لأِنَّهُ لَا نَصَّ فِي الْفِطْرِ بِهِ، وَلا يمْكِنُ قِيَاسُهُ عَلَى إِنْزَال الْمَنِيِّ، لِمُخَالَفَتِهِ إِيَّاهُ فِي الأْحْكَامِ، فَيَبْقَى عَلَى الأْصْل.

فائدة: ٣

اختلف العلماء في إبطال الصوم بإنزال المني بالتفكر.

فأبطله المالكية، ولم يبطله جمهور العلماء، والظاهر أنهم لم يبطلوا به الصيام لأنه لا إرادة للعبد فيه، فهو شيء يأتي على الخاطر ولا

يمكن دفعه، أما مع تعمد التفكر والاسترسال به بقصد الإنزال: فلا فرق - حينئذٍ - بينه وبين تعمد النظر من أجل الإنزال، والجمهور يرون إبطال الصيام بتعمد النظر حتى الإنزال.

جاء في (الموسوعة الفقهية) ذهب الحنفية والشافعية إلى: أن إنزال المني أو المذي عن نظر وفِكر لا يبطل الصيام، ومقابل الأصح عند الشافعية أنه: إذا اعتاد الإنزال بالنظر، أو كرر النظر فأنزل: يفسد الصيام.

وذهب المالكية والحنابلة إلى: أنَّ إنزال المني بالنظر المستديم يفسد الصوم؛ لأنه إنزال بفعل يتلذذ به، ويمكن التحرز منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>