للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قائمةً كمُؤخِرة الرحْل).

أي: أن قدر السترة يكون كمؤخرة الرحل.

لحديث عَائِشَةَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ (سُئِلَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ عَنْ سُتْرَةِ اَلْمُصَلِّي. فَقَالَ: مِثْلُ مُؤْخِرَةِ اَلرَّحْلِ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

(مِثْلُ مُؤْخِرَةِ اَلرَّحْلِ) هي عمود الخشب الذي يكون خلف الراكب يستند إليه.

فهذا الحديث دليل على أن الأفضل أن يكون مقدار السترة طولاً مِثْلُ مُؤْخِرَةِ اَلرَّحْلِ.

قال النووي رحمه الله: وَفِي الْحَدِيث النَّدْب إِلَى السُّتْرَة بَيْن يَدَيْ الْمُصَلِّي، وَبَيَان أَنَّ أَقَلّ السُّتْرَة مُؤْخِرَة الرَّحْل، وَهِيَ قَدْر عَظْم الذِّرَاع، هُوَ نَحْو ثُلُثَيْ ذِرَاع، وَيَحْصُل بِأَيِّ شَيْء أَقَامَهُ بَيْن يَدَيْهِ هَكَذَا. (شرح مسلم).

وقال ابن عثيمين رحمه الله: الأفضل أن تكون السترة كمؤخرة الرحل، يعني أن تكون شيئاً قائماً بنحو ثلثي ذراع؛ أي نصف متر. (نور على الدرب).

• قوله -صلى الله عليه وسلم- (مثل مؤخرة الرحل) هذا على سبيل التقريب والأفضلية، فيجوز أطول منها وأقصر.

(فقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يستتر بالجدار) رواه مسلم.

(وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- استتر بالمقام).

وعن ابن أبي أوفى (أنه طاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين) رواه مسلم.

(وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- استتر بالعنزة) رواه البخاري.

وكل هذه الأشياء أطول بكثير من مؤخرة الرحل.

• هل قوله -صلى الله عليه وسلم- (مثل مؤخرة الرحل) هذا على سبيل الأفضلية، فيجوز أقل من ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>