أي: يكره لمن أتى المسجد يوم الجمعة أن يتخطى رقاب الناس.
لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ -رضي الله عنه- قال (جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- (اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ) رواه أبو داود.
ففي هذا الحديث: النهي عن تخطي رقاب الجالسين لصلاة الجمعة.
وبالكراهة قال الجمهور.
ونقله ابن المنذر عن الجمهور.
وقال ابن حجر: والأكثر على أنها كراهة تنزيه، وهو المشهور عند الشافعية، ومذهب الحنابلة.
وقَيَّد مالك والأوزاعي الكراهة بما إذا كان الخطيب على المنبر.
وذهب بعض العلماء: إلى أنه يحرم ذلك.
لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ السابق (اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ) ..
قال الترمذي: والعمل عليه عند أهل العلم، كرهوا أن يتخطى الرجل يوم الجمعة رقاب الناس، وشددوا في ذلك " انتهى.
وهذا ما رجحه جمع من المحققين: كابن المنذر، وابن عبد البر، والنووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، ومن المعاصرين الشيخ ابن عثيمين.
قال ابن المنذر معللاً القول بالتحريم: لأن الأذى يحرم قليله وكثيره، وهذا أذى، كما جاء في الحديث الصحيح قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن يراه يتخطى:(اجلس فقد آذيت) "المجموع).