للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: ولكن خير الأعمال ما كان لله أطوع، ولصاحبه أنفع، وقد يكون ذلك أيسر العملين، وقد يكون أشدهما، فليس كل شديد فاضلاً، ولا كل يسير مفضولاً، بل الشرع إذا أمرنا بأمر شديد، فإنما يأمر به لما فيه من المنفعة لا لمجرد تعذيب النفس، كالجهاد الذي قال فيه تعالى} كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَر).

وقال الشيخ ابن عثيمين: والصحيح أنه يختلف باختلاف الفاعل، وباختلاف الزمن، فقد نقول لشخص: الأفضل في حقك الجهاد، والآخر: الأفضل في حقك العلم، فإذا كان شجاعاً قوياً نشيطاً، وليس بذاك الذكي فالأفضل له الجهاد، لأنه أليق به. وإذا كان ذكياً حافظاً قوي الحجة، فالأفضل له العلم، وهذا باعتبار الفاعل.

وأما باعتبار الزمن فإننا إذا كنا في زمن تفشى فيه الجهل والبدع، وكثر من يفتي بلا علم، فالعلم أفضل من الجهاد، وإن كنا في زمن كثر فيه العلماء، واحتاجت الثغور إلى مرابطين يدافعون عن البلاد الإسلامية، فهنا الأفضل الجهاد. فإن لم يكن مرجح، لا لهذا ولا لهذا، فالأفضل العلم.

(آكدُها كسوف، ثم استسقاء، ثم تراويح، ثم وتر).

أي: أن آكد صلاة التطوع صلاة الكسوف.

لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلها وأمر بها. وخرج وأمر منادياً ينادي (الصلاة جامعة).

ثم استسقاء، ثم تراويح: لأنها تسن لها الجماعة، ثم وتر.

وذهب بعض العلماء: إلى أن الوتر آكد من التراويح.

لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر به وداوم عليه، ولأن العلماء اختلفوا في وجوبه.

• قوله (آكدها كسوف) دليل على أن صلاة الكسوف سنة.

وهذا مذهب جمهور العلماء.

وقد قال النووي: سنة مؤكدة بالإجماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>