(ويَلْزَمُ الإِمَامَ أَنْ يَنْصِبَ فِي كُلِّ إِقْلِيمٍ قَاضِياً).
أي: يجب على الإمام أن ينصب في كل قطْرٍ قاضياً أو أكثر يفصل بين المتنازعين.
أ- لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث علياً قاضياً، وبعث معاذاً قاضياً أيضاً.
ب- ولأنه المسؤول الأول عن أمور المسلمين، فيلزمه أن يقوم بذلك بنفسه أو بتعيين من ينوب عنه في القيام بهذا العمل.
ويجب عليه أن ينصب أفضل من يجد علماً، والمراد بالعلم: معرفة الأحكام الشرعية وتطبيقها على الوقائع بين الناس.
(وَيُختَارَ أَفْضَلَ مَنْ يَجِدُهُ عِلْماً، وَوَرَعاً).
أي: ويلزم الإمام أن يختار أفضل من يجده:
علماً: بالأحكام الشرعية، وبأحوال الماس.
وورعاً: لكي لا يأخذ الرشوة، والمحاباة.
والورع: ترك ما يضر في الآخره.
(وَيَأْمُرُهُ بِتَقْوَى اللهِ).
أي: يلزم الإمام أن يأمر القاضي بتقوى الله:
أ- لأنها هي وصية الله للأولين والآخرين كما قال تعالى (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ).
ب- ولأن في تقوى القاضي لله تيسيراً لأموره وتسهيلاً لمهمته.
ج- ولأن في تقوى القاضي سبباً لمعرفة الحق ومعرفة المحق لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ).