وذهب الجمهور إلى أنهما غير واجبتين، لقول عائشة (لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل … ).
وقال النووي: فِيهِ دَلِيل عَلَى عِظَم فَضْلهمَا، وَأَنَّهُمَا سُنَّة لَيْسَتَا وَاجِبَتَيْنِ، وَبِهِ قَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء، وَحَكَى الْقَاضِي عِيَاض عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ - رَحِمَهُمَا اللَّه تَعَالَى - وُجُوبهمَا. وَالصَّوَاب: عَدَم الْوُجُوب:
لِقَوْلِهَا (عَلَى شَيْء مِنْ النَّوَافِل .... ).
مَعَ قَوْله -صلى الله عليه وسلم- (خَمْس صَلَوَات) قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرهَا؟ قَالَ: لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ). (شرح مسلم).
• قول عائشة ( … فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع).
قال الشوكاني: وفي تحديثه -صلى الله عليه وسلم- لعائشة بعد ركعتي الفجر دليل على جواز الكلام بعدهما، وإليه ذهب الجمهور، وقد رُوي عن ابن مسعود أنه كرهه، وروى ذلك الطبراني عنه، وممن كرهه من التابعين سعيد بن جبير، وعطاء، وحكيَ عن سعيد بن المسيب.
• أيهما أفضل راتبة الفجر أم الوتر؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: الوتر.
أ-لمحافظة النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه.
ب-ولقوله -صلى الله عليه وسلم- (الوتر حق).
القول الثاني: أن ركعتي الفجر أفضل.
أ-لقول عائشة (لم يدعهما أبداً).
ب-ولقوله -صلى الله عليه وسلم- (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها).
قال ابن القيم رحمه الله: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: سنة الفجر تجري مجرى بداية العمل، والوتر خاتمته، ولذلك كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي سنة الفجر والوتر بسورتي الإخلاص، وهما الجامعتان لتوحيد العلم والعمل، وتوحيد المعرفة والإرادة، وتوحيد الاعتقاد والقصد.