للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(شُكِىَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْجِرَاحَاتُ يَوْمَ أُحُدٍ)، ورواية (فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْحَفْرُ عَلَيْنَا لِكُلِّ إِنْسَانٍ شَدِيدٌ) أي: إنّ حفر القبر لكلّ إنسان على حِدَة شاقّ علينا، حيث أصابنا الجراح الكثير، والجهد الشديد، وفي رواية لأحمد (قالوا: يا رسول اللَّه، أصابنا قَرْحٌ، وجَهْدٌ، فكيف تأمرنا؟ وفي رواية له: "كيف تأمرنا بقتلانا؟). (وَأَعْمِقُوا) بقطع الهمزة، من الإعماق، وهو إبعاد القعر، يقال: أعمقَ البئرَ: جعلها عَمِيقة، أي بعيدة القعر. (وَأَحْسِنُوا) بقطع الهمزة أيضاً، أي: اجعلوا القبر حسنًا بتسوية قعره؛ ارتفاعًا، وانخفاضًا، وتنقيته من التراب، والقذاة، وغيرهما.

• وقوله (وأعمقوا) أمر، لكن حمله جمهور العلماء على الاستحباب بدليل اقترانه بالأمر بالتوسيع وإحسان القبر، وهي أفعال مستحبة، ولأنه إذا حصل المقصود من الدفن فالمبالغة في الإعماق تكون أيضاً من باب تحسين القبر ليكون أبلغ في المقصود.

(ويكفي ما يمنعُ السباع والرائحة).

جمهور العلماء - كما تقدم - أن تعميق القبر مستحب، لكن هناك قدر من الإعماق واجب، وهو أقل ما يجزئ في القبر، وذكر الفقهاء أن أقل القبر حفرة تمنع الرائحة والسباع.

فائدة:

اختلف العلماء في حد الإعماق على أقوال:

فقيل: يستحب أن يعمّق القبر قدر قامة وبسطة من رجل معتدل لهما.

وقيل: حده إلى مقدار نصف قامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>