• إذا حصلت فرجة في الصف الأول، ولم يكن في الصف الثاني سوى رجلين، فلا ينبغي لأحدهما أن يتقدم ليصل الصف؛ لئلا يترك أخاه منفرداً وحده خلف الصف.
وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يصلي خلف الصف، فلما انصرف قال له:(استقبل صلاتك [أي: أعدها]، فإنه لا صلاة لمنفرد خلف الصف)، رواه ابن ماجه.
وحيث تعارض أمران: الأمر بسد الفُرَج، والأمر بعدم انفراد المأموم خلف الصف: فالأقرب هنا تقديم الوقوف مع صاحبه في الصف؛ لأنه أقوى الأمرين، وهو أحوط للصلاة، خروجا من خلاف من أبطل صلاة المنفرد خلف الصف.
وفي صورة السؤال: الوقوف مع المصلي الآخر: هو الأصل، فلا يعدل عنه إلا لمعارض أرجح.
وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، كما في الاختيارات الفقهية (ص ٦٤)
وكذلك لو حضر اثنان وفي الصف فرجة، فأيهما أفضل: وقوفهما جميعا، أو سد أحدهما الفرجة وينفرد الآخر؟
رجح أبو العباس [يعني: ابن تيمية] الاصطفاف مع بقاء الفرجة، لأن سد الفرجة مستحب، والاصطفاف واجب. انتهى.
(ويقول: الله أكبر).
أي: أن المصلي يبدأ صلاته بتكبيرة الإحرام: الله أكبر.
لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:(كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة). متفق عليه. [هنيهة] أي قليلاً.
• الحكمة من افتتاح الصلاة بهذا هو تعظيم الله، قال القاضي عياض:"استحضار المصلي عظمته من تهيأ لخدمته والوقوف بين يديه
، ليمتلئ هيبة فيحضر قلبه ويخشع ولا يغيب ".
• وسميت تكبيرة الإحرام بهذا الاسم: لأنه يحرم على المصلي ما كان حلالاً له قبلها من موانع الصلاة كالأكل والشرب والكلام ونحو ذلك. … (كشاف القناع).